في الفكر الإسلامي المعاصر : تيارات وآراء.
الخميس 9 يوليو - 1:16
في الفكر الإسلامي المعاصر : تيارات وآراء.
بداية علينا أن نؤمن قبل كل شيء بأن الحوار أفضل وأجل الوسائل وأيسر الطرق التي توصلنا إلى الحقيقة - ففيه نوال زبدة الرأي - وهذا الحق وهو الأولى بالاتباع، والرأي عندي الذي يجب أن نعمله ونحن بصدد بحث مثل هذه المواضيع الحساسة أن ليس هناك ما يدعو إلى وجود مواجهة أو صدام بين مختلف التيارات في الفكر الإسلامي لطالما يجمعها حقيقة الإسلام على اعتبار أنه النبع الذي يغذي الروافد وهذه حقيقة يدركها كل عاقل أراد الحق وانعم النظر.
واقع الحال يقول : إن الإسلام بوصفه عقيدة ونظاماً للحياة الإنسانية معاً قد برز في ساحة تغص بالمذاهب والعقائد والنظريات والمبادئ التي تتصارع في هذا العصر أو بالأحرى استدرج إلى هذه الساحة وفى هذا الادعاء عين الحقيقة والصواب فقد أضحى من اليسير في مجال نظام الإسلام كمنهج للحياة أن تناقش أصوله وقواعده وثوابته وأن تقاس أحياناً على ما هو سائد ونراه من نظم معاصرة - حقيقة في هذا كل التجني - حتى وصل البعض في هذا المنحى إلى البحث عن الانتماء المذهبي له وفى هذا أيضاً سنام التجني بل المحايدة للصواب فقد اصبح فهمنا للإسلام في كثير من الأحيان مستمداً مما نراه وندركه حولنا من تيارات فكرية في مجالات عديدة منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمضامين أصبحت مكشوفة لدى العامة، والذي يزيد الأمر تعقيداً ومجافاة للصواب هو أن هذه المذاهب والمعتقدات والنظريات والمبادئ كانت عند نشأتها ذات صياغة محددة ثم طالها التطوير والتحويل وربما التحريف لدرجة أن الألفاظ التي نعبر بها عنها تبدو في أحيان كثيرة كما لو كانت قد فقدت خاصيتها في التعبير عن مدلولاتها.
فإذا ذكرنا : الاشتراكية والرأسمالية وتياراتها المختلفة المنبثقة عنها وما يثور بشأن تحديد مدلولاتها عند طرحها أو إثارتها للنقاش لأدركنا أن عرش الكلمة قد سقط، وباعتقادي أن مسلماً صحيحاً لا يتصور أن يدخل الإسلام إلى ساحة الصراع أو المواجهة مع العقائد أو المذاهب الوضعية التي تتعارض بالجزم مع أصول عقيدته وشريعته ولا أن يتوه مدلول الإسلام أمام اصله وسط تيارات متناحرة متنافرة كلا منها يأخذ من الإسلام واقعاً يطال جانب بعينه - وفى هذا سنام التشويه - أو حتى فقط الاسم بنصيب إذن هو مسلك واضح المعالم لا بد من التمعن به وإنصافه، ليس ولإثبات ما ندعى علينا التعريج على بعض التيارات الإسلامية - أقول بعضها فقط - للتدليل على صدق دعوانا بصحة بعضها وتجاوز المنبوذ منها ونذكر من هذه التيارات.
التيار السلفي الذي يصفه البعض بالجمود أقول أن رفض أي تيار بأكمله أو مذهب برمته دون البحث وبتمعن بالإيجابيات أو السلبيات فيه سنام التجني والإجحاف على هذا التيار أو ذاك ولا يعد حقيقة تقييماً له على اعتبار أن في ذلك محايدة للصواب، فالتيار السلفي الذي يرفضه البعض ليس شراً كله في الواقع، ليس هناك من شك أن التيار السلفي أقرب إلى الحقيقة في مجال العقيدة وفى مجال الأخلاق وأيضاً في مجال التشريع، وإذا كانت بعض الفروع الفقهية قد تبدو في مجال المعاملات بالذات وقاسرة فعند السلف في فروعهم التي تخالفها أو أصولهم التي يتفقون عليها ما يغني، وأرى حقيقة عدم الخوض في التفاصيل تيسيراً على القارئ و اختصاراً لتصل فكرتنا بأيسر السبل وأسهلها إلى المتلقي - ونرجو الله جلت قدرته أن نحقق ذلك -.
وباعتقادي حسب التيار السلفي أنه يتجه إلى الاعتدال كلما جنح المجددون إلى الشطط وهذا حقيقة ليس من باب الدفاع عن هذا التيار ولكن هذا هو واقع الحال وإنما هو إبراز لدوره حين يحتاج الأمر في أي مذهب من مذاهب الإصلاح والتغيير إلى المعايير والضوابط. وبناءً على هذا لا أرى حاجة إلى الدعوة للاجتهاد في الأصول وهذا مبناه أن أصول العقيدة وأصول الشريعة أيضاً لا بد وأن تكون مستندة إلى كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة عليه الصلاة والسلام، والجميع يعلم أن الأصول في شرعنا الحنيف وإن قصدنا بها أصول النقد الإسلامي فهو ذلك العلم الذي يحصر مصادر التشريع وطرق استنباط الأحكام منها ومن هذه المصادر المصلحة العامة وليس بعدها شئ يحتاج إليه الناس وإذا قصدنا الأصول العامة لشرع فهي القواعد التي يمليها العقل والتي صاغها الفقهاء وليس فيها دون أدنى شك ما يخل بمصلحة الفرد والجماعة فالضرر مرفوع والضرورات تبيح المحظورات والضرر الخاص يتحمل لإزالة الضرر العام وهذه الأصول باعتقادي لا يخلو منها أي شرع ديني أو وضعي كونها تمس النفس البشرية إذا قولي لهؤلاء الذين يهاجمون السلفية اعطونا أصلاً واحداً من أصول الشريعة يحتاج منا إلى نظر ومراجعة إن كان أصلاً ثابتاً حقاً، هذه حجتنا فأين حجتكم ؟
■ ومن التيارات أيضاً ..
ذلك التيار الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة فقد لقي هذا التيار ردوداً بل أقول مواجهة من دعاة استبعاد تطبيق هذا التيار قولي ليس هناك ما يؤأخذون عليه كون تيار الضد يدعي بأن تطبيق الشرع يحتاج منا أولاً إلى إصلاح المجتمع وهذا مردود عليهم كون في هذا اختيار للأسهل وتخوف من التغيير وتأجيل للقضية برمتها على اعتبار أن كل مجتمع يريد أن يتطور لا بد له من إطار يحكم هذا التطور وإذا نحن وصلنا إلى إصلاح المجتمع دون أن نطبق حكم الشرع فعلاً فما أغنانا عنه بعد الإصلاح فمجتمعنا الإسلامي هو الذي يطبق شرع الإسلام وليس هو المجتمع الذي يدعو للإعداد لتطبيق الشرع فحسب دعوة مجردة من التشريع أو التقنين وليس لزمانها حد ولا لإثباتها بينة وبرهان ولو أننا باشرنا بتطبيق الشرع في جانب من الجوانب ثم يتلوه آخر لكان ذلك خيراً من التمسك من الانتظار حتى يتهيأ لتطبيق الشريعة كلها بين يوم وليلة وكما قيل فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وفعلاً إذا كان في المسلمين طائفة تعيش محزونة مهمومة لا تعرف للابتسام سبيلاً فذلك مرده ليس الإسلام حتى لو فهمه أولئك خطأ، وأنا أرى أن السبب هو ما يلاقيه هؤلاء المحزونون الذين لا يبتسمون من تعب الحياة حولهم وما يلاقونه من فقر أو ذلة أو هوان على أيدي حكامهم أو على أيدي الناس فلا يجدون للابتسام سبيلاً وأولى بنا أن لا نكتفي بتسليط رجال الأمن عليهم قبل أن نبحث ضيق حياتهم أو انغلاق عقولهم.
■ واقع الحال :
إن هناك الكثير من التيارات التي طرحت والموجودة على أرض الواقع ولقيت مواجهة وصدود وردود لا يتسع المجال للخوض في فحواها واثبات مدى أحقيتها وتفنيد أراء أولئك الذين هاجموها من دون أدنى وعي أو كونهم يؤمنون بالوضعي من الشرائع والنظم، على كل الأحوال أقول لهم أهداف ومآرب لا تخفى على أحد.
■ على كل الأحوال :
إن الإسلام ليس هو الفكر الإسلامي والذي تتنازعه التيارات التي تختلف في مضامينها وأهدافها ووسائلها وحتى مفاهيمها على اعتبار أن الفكر الإسلامي قد يكون هو التأثير الغالب للإسلام حين يتفاعل مع ثقافات أخرى وحين يتعامل مع الناس والمكان والزمان والحياة بشكل عام ويبقى مع ذلك بأصوله في العقيدة والشريعة ولذلك فليس من الحكمة أن نحجر على فكر معين أو ندين جملة تياراً بعينه ما دام هذا الفكر لا يخرج عن أصول العقيدة والشريعة وبذلك لا نكون بحاجة إلى المواجهة بقدر ما نكون في الغالب بحاجة إلى الحوار. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
بداية علينا أن نؤمن قبل كل شيء بأن الحوار أفضل وأجل الوسائل وأيسر الطرق التي توصلنا إلى الحقيقة - ففيه نوال زبدة الرأي - وهذا الحق وهو الأولى بالاتباع، والرأي عندي الذي يجب أن نعمله ونحن بصدد بحث مثل هذه المواضيع الحساسة أن ليس هناك ما يدعو إلى وجود مواجهة أو صدام بين مختلف التيارات في الفكر الإسلامي لطالما يجمعها حقيقة الإسلام على اعتبار أنه النبع الذي يغذي الروافد وهذه حقيقة يدركها كل عاقل أراد الحق وانعم النظر.
واقع الحال يقول : إن الإسلام بوصفه عقيدة ونظاماً للحياة الإنسانية معاً قد برز في ساحة تغص بالمذاهب والعقائد والنظريات والمبادئ التي تتصارع في هذا العصر أو بالأحرى استدرج إلى هذه الساحة وفى هذا الادعاء عين الحقيقة والصواب فقد أضحى من اليسير في مجال نظام الإسلام كمنهج للحياة أن تناقش أصوله وقواعده وثوابته وأن تقاس أحياناً على ما هو سائد ونراه من نظم معاصرة - حقيقة في هذا كل التجني - حتى وصل البعض في هذا المنحى إلى البحث عن الانتماء المذهبي له وفى هذا أيضاً سنام التجني بل المحايدة للصواب فقد اصبح فهمنا للإسلام في كثير من الأحيان مستمداً مما نراه وندركه حولنا من تيارات فكرية في مجالات عديدة منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمضامين أصبحت مكشوفة لدى العامة، والذي يزيد الأمر تعقيداً ومجافاة للصواب هو أن هذه المذاهب والمعتقدات والنظريات والمبادئ كانت عند نشأتها ذات صياغة محددة ثم طالها التطوير والتحويل وربما التحريف لدرجة أن الألفاظ التي نعبر بها عنها تبدو في أحيان كثيرة كما لو كانت قد فقدت خاصيتها في التعبير عن مدلولاتها.
فإذا ذكرنا : الاشتراكية والرأسمالية وتياراتها المختلفة المنبثقة عنها وما يثور بشأن تحديد مدلولاتها عند طرحها أو إثارتها للنقاش لأدركنا أن عرش الكلمة قد سقط، وباعتقادي أن مسلماً صحيحاً لا يتصور أن يدخل الإسلام إلى ساحة الصراع أو المواجهة مع العقائد أو المذاهب الوضعية التي تتعارض بالجزم مع أصول عقيدته وشريعته ولا أن يتوه مدلول الإسلام أمام اصله وسط تيارات متناحرة متنافرة كلا منها يأخذ من الإسلام واقعاً يطال جانب بعينه - وفى هذا سنام التشويه - أو حتى فقط الاسم بنصيب إذن هو مسلك واضح المعالم لا بد من التمعن به وإنصافه، ليس ولإثبات ما ندعى علينا التعريج على بعض التيارات الإسلامية - أقول بعضها فقط - للتدليل على صدق دعوانا بصحة بعضها وتجاوز المنبوذ منها ونذكر من هذه التيارات.
التيار السلفي الذي يصفه البعض بالجمود أقول أن رفض أي تيار بأكمله أو مذهب برمته دون البحث وبتمعن بالإيجابيات أو السلبيات فيه سنام التجني والإجحاف على هذا التيار أو ذاك ولا يعد حقيقة تقييماً له على اعتبار أن في ذلك محايدة للصواب، فالتيار السلفي الذي يرفضه البعض ليس شراً كله في الواقع، ليس هناك من شك أن التيار السلفي أقرب إلى الحقيقة في مجال العقيدة وفى مجال الأخلاق وأيضاً في مجال التشريع، وإذا كانت بعض الفروع الفقهية قد تبدو في مجال المعاملات بالذات وقاسرة فعند السلف في فروعهم التي تخالفها أو أصولهم التي يتفقون عليها ما يغني، وأرى حقيقة عدم الخوض في التفاصيل تيسيراً على القارئ و اختصاراً لتصل فكرتنا بأيسر السبل وأسهلها إلى المتلقي - ونرجو الله جلت قدرته أن نحقق ذلك -.
وباعتقادي حسب التيار السلفي أنه يتجه إلى الاعتدال كلما جنح المجددون إلى الشطط وهذا حقيقة ليس من باب الدفاع عن هذا التيار ولكن هذا هو واقع الحال وإنما هو إبراز لدوره حين يحتاج الأمر في أي مذهب من مذاهب الإصلاح والتغيير إلى المعايير والضوابط. وبناءً على هذا لا أرى حاجة إلى الدعوة للاجتهاد في الأصول وهذا مبناه أن أصول العقيدة وأصول الشريعة أيضاً لا بد وأن تكون مستندة إلى كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة عليه الصلاة والسلام، والجميع يعلم أن الأصول في شرعنا الحنيف وإن قصدنا بها أصول النقد الإسلامي فهو ذلك العلم الذي يحصر مصادر التشريع وطرق استنباط الأحكام منها ومن هذه المصادر المصلحة العامة وليس بعدها شئ يحتاج إليه الناس وإذا قصدنا الأصول العامة لشرع فهي القواعد التي يمليها العقل والتي صاغها الفقهاء وليس فيها دون أدنى شك ما يخل بمصلحة الفرد والجماعة فالضرر مرفوع والضرورات تبيح المحظورات والضرر الخاص يتحمل لإزالة الضرر العام وهذه الأصول باعتقادي لا يخلو منها أي شرع ديني أو وضعي كونها تمس النفس البشرية إذا قولي لهؤلاء الذين يهاجمون السلفية اعطونا أصلاً واحداً من أصول الشريعة يحتاج منا إلى نظر ومراجعة إن كان أصلاً ثابتاً حقاً، هذه حجتنا فأين حجتكم ؟
■ ومن التيارات أيضاً ..
ذلك التيار الذي يدعو إلى تطبيق الشريعة فقد لقي هذا التيار ردوداً بل أقول مواجهة من دعاة استبعاد تطبيق هذا التيار قولي ليس هناك ما يؤأخذون عليه كون تيار الضد يدعي بأن تطبيق الشرع يحتاج منا أولاً إلى إصلاح المجتمع وهذا مردود عليهم كون في هذا اختيار للأسهل وتخوف من التغيير وتأجيل للقضية برمتها على اعتبار أن كل مجتمع يريد أن يتطور لا بد له من إطار يحكم هذا التطور وإذا نحن وصلنا إلى إصلاح المجتمع دون أن نطبق حكم الشرع فعلاً فما أغنانا عنه بعد الإصلاح فمجتمعنا الإسلامي هو الذي يطبق شرع الإسلام وليس هو المجتمع الذي يدعو للإعداد لتطبيق الشرع فحسب دعوة مجردة من التشريع أو التقنين وليس لزمانها حد ولا لإثباتها بينة وبرهان ولو أننا باشرنا بتطبيق الشرع في جانب من الجوانب ثم يتلوه آخر لكان ذلك خيراً من التمسك من الانتظار حتى يتهيأ لتطبيق الشريعة كلها بين يوم وليلة وكما قيل فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وفعلاً إذا كان في المسلمين طائفة تعيش محزونة مهمومة لا تعرف للابتسام سبيلاً فذلك مرده ليس الإسلام حتى لو فهمه أولئك خطأ، وأنا أرى أن السبب هو ما يلاقيه هؤلاء المحزونون الذين لا يبتسمون من تعب الحياة حولهم وما يلاقونه من فقر أو ذلة أو هوان على أيدي حكامهم أو على أيدي الناس فلا يجدون للابتسام سبيلاً وأولى بنا أن لا نكتفي بتسليط رجال الأمن عليهم قبل أن نبحث ضيق حياتهم أو انغلاق عقولهم.
■ واقع الحال :
إن هناك الكثير من التيارات التي طرحت والموجودة على أرض الواقع ولقيت مواجهة وصدود وردود لا يتسع المجال للخوض في فحواها واثبات مدى أحقيتها وتفنيد أراء أولئك الذين هاجموها من دون أدنى وعي أو كونهم يؤمنون بالوضعي من الشرائع والنظم، على كل الأحوال أقول لهم أهداف ومآرب لا تخفى على أحد.
■ على كل الأحوال :
إن الإسلام ليس هو الفكر الإسلامي والذي تتنازعه التيارات التي تختلف في مضامينها وأهدافها ووسائلها وحتى مفاهيمها على اعتبار أن الفكر الإسلامي قد يكون هو التأثير الغالب للإسلام حين يتفاعل مع ثقافات أخرى وحين يتعامل مع الناس والمكان والزمان والحياة بشكل عام ويبقى مع ذلك بأصوله في العقيدة والشريعة ولذلك فليس من الحكمة أن نحجر على فكر معين أو ندين جملة تياراً بعينه ما دام هذا الفكر لا يخرج عن أصول العقيدة والشريعة وبذلك لا نكون بحاجة إلى المواجهة بقدر ما نكون في الغالب بحاجة إلى الحوار. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
UChiha يعجبه هذا الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى